العين هي النافذة التي نرى بها الحياة، لذا تُعد أمراض العيون من أكثر المشكلات التي تُثير قلق الكثير من الناس، وعند الشعور بأي عرض غريب يطرأ في مجال الرؤية يبدأ التساؤل إن كان ذلك مجرد إرهاقًا أم أمر طاريء، ومن أكثر ما قد تُثار الشكوك حولهما هما مرض المياه البيضاء والمياه الزرقاء، وغالبًا ما يُخلط بينهما، وعلى الرغم من أن كلاهما يؤثر على البصر وقد يؤدي إلى فقدانه إذا لم يُعالج، إلا أن الفرق بين المياه البيضاء والزرقاء في العين جوهري، ويكمن في طبيعة كل مرض وأسبابه وأعراضه وطرق علاجه، وهذا هو ما سنتناقش فيه اليوم من خلال مقالنا.
الفرق بين المياه البيضاء والزرقاء في العين: ما المقصود بكل منهما؟
الكتاركتا هو الاسم الطبي للمياه البيضاء، وهو حدوث عتامة في عدسة العين الطبيعية الشفافة، ما يُصعب مرور الضوء من خلالها ويؤدي إلى تشوش في الرؤية.
الجلوكوما هو الاسم الطبي للمياه الزرقاء، وعلى عكس المياه البيضاء التي تؤثر في العدسة، فإن الجلوكوما تؤثر بصورة أساسية في العصب البصري الذي يربط العين بالدماغ وينقل المعلومات البصرية.
الفرق بين المياه البيضاء والزرقاء في العين من حيث الأعراض
في حال الإصابة بالمياه البيضاء، فإن الأعراض تتطور ببطء وتزداد سوءًا مع الوقت، وتشمل ما يلي:
- رؤية ضبابية أو غائمة.
- صعوبة الرؤية الليلية.
- حساسية للضوء والوهج.
- رؤية هالات حول الأضواء.
- تلاشي الألوان أو بهتانها.
- الحاجة المتكررة لتغيير مقاسات النظارات الطبية.
أما عن أعراض المياه الزرقاء، فهي غالبًا لا تسبب أي أعراض ملحوظة في مراحلها المبكرة، إذ يفقد المريض الرؤية المحيطية تدريجيًا دون أن يلاحظ ذلك، حتى يصل المرض إلى مراحل متقدمة ويؤثر في الرؤية المركزية، وعادةً ما تتضمن أعراض الجلوكوما ما يلي:
- الشعور بضغط وألم داخل العين.
- عدم وضوح الرؤية وظهور بقع داكنة في محيط النظر.
- احمرار العين دون سبب واضح.
- الشعور بالصداع.
- ظهور هالات ملونة حول مصادر الضوء.
- فقدان تدريجي للرؤية المحيطية.
الفرق بين المياه البيضاء والزرقاء في العين من حيث الأسباب
إن السبب الرئيسي للإصابة بالمياه البيضاء هو تحلل البروتينات المكوّنة لعدسة العين، بالإضافة لعدة عوامل أخرى تزيد من خطر الإصابة وتتمثل فيما يلي:
- التقدم في العمر، وهو السبب الأكثر شيوعًا.
- الإصابة ببعض الأمراض مثل داء السكري.
- التعرض طويلًا لأشعة الشمس فوق البنفسجية.
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بالمرض.
أما سبب الإصابة بالمياه الزرقاء الأساسي هو تراكم السوائل في الجزء الأمامي من العين، والذي بدوره يؤدي إلى ارتفاع ضغط العين، ومن ثمَّ تلف العصب البصري، وتشمل العوامل التي تزيد خطر الإصابة بالجلوكوما ما يلي:
- الإصابة ببعض الأمراض مثل ضغط الدم المرتفع وداء السكري غير المسيطر عليه.
- إصابات العين المباشرة القوية التي تؤدي إلى تراكم السوائل في العين.
- استخدام بعض الأدوية لفترات طويلة مثل الكورتيكوستيرويدات.
- الخضوع لجراحات سابقة في العين.
- قصر النظر أو طول النظر.
الفرق بين سُبل علاج المياه البيضاء والزرقاء في العين
العلاج الفعال الوحيد للمياه البيضاء هو الجراحة، وتُعد عملية المياه البيضاء إجراءً شائعًا وأمنًا وذو معدلات نجاح عالية للغاية، وتتضمن الجراحة إزالة العدسة المعتمة وزراعة عدسة صناعية شفافة مكانها، وتوجد أنواع متعددة من العدسات الصناعية المستخدمة في العملية، والطبيب هو من يحدد الأنسب وفقًا للحالة.
أما عن علاج المياه الزرقاء، فالهدف منه هو خفض ضغط العين لمنع المزيد من تلف العصب البصري، ومن ثم يشمل العلاج:
- قطرات العين، للحد من ارتفاع ضغط العين من خلال المساعدة على تقليل إنتاج السائل أو زيادة تصريفه من العين.
- العلاج بالليزر لتحسين تصريف السائل من العين.
- عملية المياه الزرقاء، وذلك في الحالات التي لا تستجيب للقطرات أو الليزر، وتتضمن إنشاء مسار جديد لتصريف السائل من العين، أو زراعة صمامات لتنظيم الضغط.
أيهما أخطر المياه البيضاء أم الزرقاء؟
عند السؤال عن أيهما أخطر المياه البيضاء أم الزرقاء، يمكن القول إن المياه الزرقاء هي الأكثر خطورة بشكل عام بسبب احتمالية فقدان البصر الدائم، إذ تسبب المياه البيضاء فقدانًا تدريجيًا للرؤية يمكن استعادته بالكامل تقريبًا بعد العملية وتغيير العدسة،أي أنها مشكلة قابلة للعلاج بالكامل.
في حين أن المياه الزرقاء تسبب تلفًا تدريجيًا للعصب البصري، وهذا التلف غير قابل للاستعادة، لذا أي فقدان للرؤية بسبب الجلوكوما لا يمكن استعادته، ويكون الهدف من علاجها هو وقف أو إبطاء تقدم المرض والحفاظ على الرؤية المتبقية، وليس استعادة الرؤية المفقودة.
في إطار تعرفنا على الفرق بين المياه البيضاء والمياه الزرقاء في العين نجد أن كلاهما يمكن أن يُسبب فقدان البصر إذا لم يخضع المريض للعلاج فوريًا، خاصةً في حالات المياه الزرقاء، ومن ثم نجد أن الكشف المبكر هو حجر الأساس في السيطرة على كلا المرضين وتجنب المضاعفات الخطيرة.