مع التقدم في العمر أو الإصابة ببعض الأمراض المزمنة مثل السكري، قد يعاني البعض المياه البيضاء في العين التي تؤدي إلى ضبابية الرؤية.
ولقد صارت عملية المياه البيضاء وتركيب عدسة من الإجراءات الشائعة والفعالة لهذه المشكلة، خاصة مع تطور التقنيات الطبية، التي قدمت خيارات متعددة أبرزها عملية المياه البيضاء بالفاكو وعملية المياه البيضاء في العين بالليزر، وفي هذا المقال نستعرض الفرق بين الطريقتين.
ما هي عملية المياه البيضاء؟
عملية المياه البيضاء في العين هي إجراء جراحي بسيط، يتضمن إزالة العدسة الطبيعية المعتمة من العين واستبدالها بعدسة صناعية شفافة تساعد المريض على استعادة الرؤية بوضوح، وتجرى هذه العملية إما بتقنية الفاكو أو الفيمتو ليزر حسب حالة المريض وتوصية الطبيب.
عملية المياه البيضاء بالفاكو
تعتمد هذه التقنية على استخدام الموجات فوق الصوتية لتفتيت العدسة المعتمة إلى أجزاء صغيرة، ثم تشفط عبر فتحة صغيرة في القرنية وزرع عدسة صناعية مرنة مكانها.
وتتميز عملية المياه البيضاء بالفاكو:
- بفعاليتها ونجاحها لسنوات طويلة.
- تستغرق وقتًا قصيرًا (نحو 10–15 دقيقة فقط).
- يعود المريض إلى منزله في نفس يوم العملية.
- تكلفتها أقل من الفيمتو ليزر.
ورغم ذلك تكون أقل دقة في بعض الحالات المعقدة مثل وجود استجماتيزم شديد، واحتمالية حدوث مضاعفات بسيطة مثل التهاب أو ضغط داخل العين، لذلك لا بد من اختيار طبيب ماهر في هذه الجراحة لتحديد مدى تناسبها للحالة والحد من حدوث مضاعفات.
عملية المياه البيضاء بالليزر (الفيمتو ليزر)
تعتمد هذه الطريقة على استخدام ليزر الفيمتو ثانية في إجراء شقوق دقيقة وتفتيت العدسة دون استخدام أدوات حادة.
ومن أبرز مميزات عملية المياه البيضاء بالليزر:
- الدقة العالية في فتح الكبسولة الأمامية وعدسة العين.
- أقل خطرًا في حدوث تلف للأنسجة المحيطة.
- مناسبة جدًا لحالات الاستجماتيزم لأنه يمكن تصحيحه خلال العملية.
- أقل ألمًا وتورمًا بعد العملية.
ولكن من المؤسف أن تكلفتها أعلى من الفاكو وليست متوفرة في كل المراكز.
أيهما أفضل عملية المياه البيضاء بالفاكو أم الليزر؟
عند التفكير في إجراء عملية المياه البيضاء، كثير من المرضى يتساءلون: هل أختار تقنية الفاكو أم الليزر؟ الحقيقة أن لا توجد إجابة واحدة تناسب الجميع، لأن كل مريض له ظروفًا صحية واحتياجات بصرية مختلفة.
لهذا، من المهم معرفة الفروق الدقيقة لاتخاذ القرار الصحيح، فيما يلي نقاط تساعدك على الاختيار بين الطريقتين:
- نوع الحالة الطبية: الفاكو مناسبة لمعظم حالات المياه البيضاء غير المعقدة، أما في الحالات التي تتطلب دقة إضافية، مثل وجود استجماتيزم أو مشكلات في القرنية، فقد تكون تقنية الليزر الخيار الأفضل.
- دقة الإجراء: تقنية الليزر توفر دقة متناهية في فتح الكبسولة وعدسة العين، ما يجعلها مثالية للحالات التي تحتاج إلى أعلى درجات التحكم.
- تصحيح الاستجماتيزم: يمكن استخدام الليزر لتعديل سطح القرنية أثناء العملية، ما يساعد على تصحيح الاستجماتيزم وتحقيق رؤية أكثر وضوحًا دون الحاجة إلى ارتداء النظارات لاحقًا.
- الميزانية: تعد عملية الفاكو أقل تكلفة، وهي الخيار الأمثل لمن يبحث عن حل فعّال واقتصادي، في المقابل، الليزر أغلى نسبيًا بسبب الأجهزة المتطورة المستخدمة.
- توفر التقنية: تقنية الليزر لا تتوفر في كل المستشفيات أو المراكز، بينما الفاكو متوفرة على نطاق واسع، ما يسهل الوصول إليها.
- خبرة الجراح: نجاح أي عملية يعتمد على مهارة الجراح، فالجراح المتمرس يمكنه تحقيق نتائج ممتازة سواء باستخدام الفاكو أو الليزر، لذا من المهم اختيار طبيب متخصص وذو خبرة في كلا التقنيتين.
في بعض الحالات، قد يحتاج المريض إلى إجراءات إضافية منها عملية حقن شبكية العين إذا كان يعاني مشكلات في الشبكية نتيجة لمضاعفات مثل اعتلال الشبكية السكري.
هل عملية المياه البيضاء مؤلمة؟
عملية المياه البيضاء ليست مؤلمة، سواء أُجريت بتقنية الفاكو أو باستخدام الليزر، لأنها تُجرى تحت تأثير التخدير الموضعي باستخدام قطرات للعين، ما يضمن أن المريض لا يشعر بأي ألم في أثناء الإجراء.
بعد العملية، قد يشعر بعض المرضى بدرجة خفيفة من الانزعاج أو الحكة أو الإحساس بجسم غريب داخل العين، وهي أعراض طبيعية تختفي تدريجيًا خلال أيام قليلة.
ويمكن القول إن الليزر قد يُسبب انزعاجًا أقل بعد العملية نظرًا لدقته العالية وتقليله للضغط على أنسجة العين، لكن الفارق ليس كبيرًا، وكلا الطريقتين مريحتان إذا طبق المريض التعليمات الطبية بدقة.
كم تستغرق فترة الشفاء بعد عملية المياه البيضاء؟
تبدأ الرؤية في التحسن عادة خلال أول 24 إلى 48 ساعة من العملية، سواء كانت بتقنية الفاكو أو الليزر، إلا أن الشفاء الكامل واستقرار النظر قد يستغرق من 3 إلى 6 أسابيع، ويستمر المريض خلال هذه الفترة في استخدام القطرات الموصوفة والالتزام بالمراجعات الطبية المنتظمة.
خلاصة القول، سواء اختار لك الطبيب إجراء عملية المياه البيضاء وزرع العدسة بتقنية الفاكو أو الليزر، فإن النتيجة النهائية تعتمد على التشخيص الدقيق واختيار التقنية الأنسب لحالتك، مما يضمن لك استعادة الرؤية بوضوح وبأقل قدر من المضاعفات.
لا تتردد في التواصل مع مستشفى نور الحياة للعيون إذا كنت تشعر بتشوش في الرؤية أو تعاني أعراض المياه البيضاء، فاستشارتك الخطوة الأولى والأهم نحو استعادة نظرك بوضوح.