هل تشعر تلاحظ وجود خيوط أو نقاط سوداء في مجال بصرك تعيق رؤيتك، أو ترى وميض ضوئي مفاجئ لا تعلم مصدره! فربما تكون هذه علامات خطر تدل على إصابتك بانفصال الشبكية.
وفي مقالنا اليوم سوف أحدثكم عن تجربتي مع انفصال الشبكية، كيف كنت أرى الأشياء وما الأسباب التي أدت إلى ذلك، بالإضافة إلى رحلتي في العلاج ومرحلة التعافي.
تجربتي مع انفصال الشبكية| أسباب الإصابة بالمرض
شبكية العين هي طبقة رقيقة توجد في الجزء الخلفي من العين، وتُعد الجزء المسؤول عن إرسال الصور إلى العصب البصري، الذي يقوم بإيصالها إلى المخ لترجمتها إلى رؤية واضحة، وعندما تتحرك هذه الطبقة من مكانها الطبيعي يُسمى ذلك بـ “انفصال الشبكية”، وقد تتعدد الأسباب المؤدية لهذه الإصابة والذي يترتب عليها وجود ثلاث أنواع من الانفصال، وهم:
انفصال الشبكي الذاتي
يحدث نتيجة حدوث ثقب أو تمزّق الشبكية ومن ثم مرور السوائل من خلاله وتجمعه تحت الشبكية، ما يؤدي إلى انفصالها وعدم وصول الدم إليها، ويعد هذا النوع هو الأكثر شيوعًا.
انفصال الشبكي الشدي
يحدث هذا النوع عندما ينمو نسيج ندبي على سطح الشبكية، يؤدي إلى سحبها بعيدًا عن مكانها الطبيعي، عادةً يُصاب بهذا النوع المصابين بداء السكري غير المنضبط لفترات طويلة.
انفصال الشبكي النضحي
في هذا النوع لا نجد تمزقات في الشبكية، وإنما يحدث نتيجة تراكم للسوائل خلف شبكية العين، وقد يكون ذلك بسبب وجود عدوى أو مع التقدم في السن.
بالإضافة إلى هذه الأسباب، توجد عوامل خطر تزيد من احتمالية الإصابة وقد تتمثل فيما يلي:
- التقدم في العمر.
- وجود إصابة سابقة بانفصال الشبكية.
- وجود تاريخ عائلي وراثي بانفصال الشبكية.
- قصر النظر الشديد.
- إجراء جراحات سابقة في العين.
- وجود إصابة أو حالات مرضية سابقة في العين.
- الإصابة بمرض السكري.
تجربتي مع انفصال الشبكية| الأعراض التي عانيتُها
عند الإصابة بانفصال الشبكية تظهر على المريض أعراضًا تتضمن ما يلي:
- رؤية ظل يشبه الستارة في مجال الرؤية.
- ظهور ومضات ضوئية فجأة في إحدى العينين أو كلتيهما.
- رؤية عوائم والتي تُعرف أيضًا باسم الذبابة الطائرة أو خيوط متعرجة في مجال الرؤية.
- تشويش الرؤية الجانبية.
العلاج في تجربتي مع انفصال الشبكية
ينبغي التوجه إلى طبيب العيون فور الشعور بأي من الأعراض السابقة، لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة لتشخيص السبب.
وإذا بينت الفحوصات وجود انفصال بالشبكية، يخضع المريض لجراحة عاجلة، وتتضمن عملية انفصال الشبكية عدة تقنيات منها يلي:
تقنية الليزر
فيها يوجه الطبيب شعاع الليزر داخل العين ليُحدث حروقًا بسيطة حول تمزق الشبكية لتكوين ندبات تساعد على التئام ولحام الشبكية.
تقنية التبريد أو التجميد
يعمل الطبيب على تجميد السطح الخارجي للعين مباشرةً فوق التمزق، ما يؤدي إلى تكوّن ندبة تساعد على تثبيت الشبكية بجدار العين.
تقنية الحقن
تتضمن عملية حقن شبكية العين حقن فقاعة من الهواء أو الغاز في الجزء المركزي من العين، لتدفع هذه الفقاعة المنطقة التي تحتوي على الثقب نحو جدار العين ومن ثم تمنع تدفق السوائل إلى المنطقة خلف الشبكية.
التعافي في تجربتي مع انفصال الشبكية
شكل العين بعد عملية انفصال الشبكية وفترة التعافي كان من أكثر ما يُثير قلقي بعد العملية، ولحسن الحظ أن تجربتي مع انفصال الشبكية مرت بسلام.
تتراوح مدة التعافي بعد عملية انفصال الشبكية ما بين 3-6 أشهر وفقًا لنوع الإجراء المستخدم ومدى اتباع نصائح ما بعد عملية انفصال الشبكية والتي تتضمن الآتي:
- الالتزام بالقطرات والأدوية الموصوفة من قبل الطبيب وعدم التوقف عنها إلا باستشارته.
- عدم تحريك الرأس بقوة.
- تجنب حمل الأشياء الثقيلة.
- تجنب فرك العين تمامًا.
- غسل العين بالطريقة التي يوصي بها الطبيب.
- عدم السفر بالطائرة إلا بعد استشارة الطبيب.
الأسئلة الشائعة
توجد بعض الأسئلة التي تشغل بال مريض انفصال الشبكية، سنجيب عنها في سطورنا القادمة، وهي:
هل انفصال الشبكية خطير؟
نعم، يُعد انفصال الشبكية من الأمراض الخطيرة الطارئة التي تحتاج إلى تدخل فوري، وفي حال الإهمال أو التأخر في العلاج تتدهور الرؤية إلى أن تصل لفقدان البصر تمامًا -لا قدر الله- في بعض الحالات.
هل عملية انفصال الشبكية ناجحة؟
نعم، قد تصل نسبة نجاح عملية انفصال الشبكية في معظم الحالات إلى نحو 85% -95%، وتعتمد هذه النسبة على عدة عوامل، منها:
- سرعة التدخل، فكلما كان مبكرًا زادت فرص النجاح في استعادة الشبكية لوضعها الطبيعي والحفاظ على الرؤية.
- خبرة الطبيب الذي سيُجري العملية.
- شدة الانفصال وموقعه، فالانفصال الشديد أو الذي يؤثر في الجزء المركزي من الشبكية المسؤول عن الرؤية الحادة، قد تكون نتائجه أقل جودة حتى لو نجحت الجراحة في إعادة ربط الشبكية.
- الصحة العامة للمريض وإصابته بأمراض مزمنة مثل السكري، أو وجود مشكلات أخرى في العين.
ختامًا..
من خلال حديثنا عن تجربتي مع انفصال الشبكية نجد أن انفصال الشبكية من الأمراض الخطيرة التي تصيب العين ولا ينبغي الاستهانة بها، لذا في حال الشعور بأي من الأعراض السابق ذكرها لا بد من الذهاب إلى طبيب العيون فورًا للفحص والبدء في رحلة العلاج المناسبة لحالتك.