عملية المياه الزرقاء

المياه الزرقاء -أو الجلوكوما- أحد الأمراض المزمنة التي تصيب العين وتؤدي إلى تلف تدريجي في العصب البصري نتيجة ارتفاع ضغط العين الداخلي، وقد ينتهي الأمر إلى العمى، خصوصًا عند تأخر التشخيص أو إهمال العلاج.

وتكمن أهمية فهم المياه الزرقاء في العين أسبابها وعلاجها في قدرتنا على التدخل المبكر ومنع المضاعفات الخطيرة المرتبطة بها. سنتعرف في هذا المقال على عملية المياه الزرقاء مع مقارنة شاملة بين الجراحة والليزر.

سبل علاج المياه الزرقاء في العين

يعتمد علاج المياه الزرقاء على خفض ضغط العين الداخلي بهدف حماية العصب البصري من التلف التدريجي، وتتعدد سبل إحراء عملية المياه الزرقاء ويختار الطبيب الطريقة الأنسب بناءً على درجة تقدم الحالة ومدى استجابتها للعلاج.

بشكل عام، يبدأ الأطباء بالوسائل العلاجية البسيطة، ثم تتدرج الخيارات نحو الأكثر تقدّمًا وتشمل الخيارات العلاجية الرئيسية:

• قطرات العين: تُعد الخط الأول في العلاج، وتعمل على تقليل إنتاج السائل داخل العين أو تعزيز تصريفه.
• العلاج بالليزر: يُستخدم في حال لم تُحقق القطرات النتائج المرجوّة ويهدف إلى تحسين مسار تصريف السائل أو تقليل إفرازه بسبل غير جراحية.
• العمليات الجراحية: يُلجأ إليها عندما تفشل الوسائل الأخرى في السيطرة على ضغط العين، وتُعد الخيار الأكثر فعالية في المراحل المتقدمة من المرض.

يختار الطبيب كل وسيلة بعناية لضمان أقصى فعالية بأقل قدر من المضاعفات، سواء تعلق الأمر بعلاجات ضغط العين أو إجراءات إضافية مثل عملية حقن شبكية العين، مع الحرص على المتابعة الدورية لتقييم تقدم الحالة واستقرار ضغط العين.

عملية المياه الزرقاء بالليزر

يُعد علاج المياه الزرقاء بالليزر خيارًا وسطًا بين الأدوية والجراحة، وغالبًا ما يُستخدم في المراحل المبكرة أو المتوسطة من المرض ويعمل الليزر على تحسين تصريف السائل داخل العين أو تقليل إنتاجه، ما يُساهم في خفض ضغط العين دون الحاجة لتدخل جراحي.

ويتميز علاج المياه الزرقاء بالليزر بما يلي:

• إجراء غير جراحي سريع.
• لا يتطلب دخول المستشفى.
• يمكن العودة للأنشطة اليومية خلال وقت قصير.
• مناسب للمرضى غير المنتظمين على القطرات.

أما عيوبه تتمثل فيما يلي:

• تأثير قد لا يدوم طويلًا في بعض الحالات.
• حاجة المريض لإعادة الجلسة في بعض الأحيان.
• فعالية محدودة في المراحل المتقدمة من الغلوكوما.

عملية المياه الزرقاء بالجراحة

عندما تفشل العلاجات الدوائية والليزر في السيطرة على ضغط العين، تصبح عملية المياه الزرقاء بالجراحة الخيار الأمثل، خصوصًا في الحالات المتقدمة. وتهدف الجراحة إلى خلق ممرات جديدة لتصريف السائل من داخل العين، مما يخفف الضغط على العصب البصري.

وتتميز هذه الجراحة بما يلي:

• أكثر فعالية في خفض ضغط العين على المدى الطويل.
• تقلل أو تلغي الحاجة للقطرات.
• ضرورية في الحالات التي تهدد البصر بشكل مباشر.

أما عن عيوبها:

• تتطلب تخديرًا وإقامة مؤقتة بالمستشفى.
• قد تحدث بعض المضاعفات مثل الالتهابات أو النزيف.
• تحتاج إلى متابعة دقيقة وطويلة بعد العملية.

متى يختار الطبيب الليزر أو الجراحة في عملية المياه الزرقاء؟

يُعد اختيار نوع عملية المياه الزرقاء خطوة محورية في العلاج ويعتمد هذا القرار على:

• شدة المرض، فكلما زادت حدة ارتفاع ضغط العين وتأثّر العصب البصري، زادت الحاجة إلى تدخل فعال مثل الجراحة.
• استجابة المريض للعلاج الدوائي، إذا لم تؤدِّ القطرات إلى خفض الضغط بالمستوى المطلوب، قد يلجأ الطبيب إلى استخدام الليزر.
• حالة المريض الصحية العامة، فبعض المرضى قد لا يتحملون التخدير أو العمليات الجراحية، ما يجعل الليزر خيارًا أكثر أمانًا.
• نمط حياة المريض ومدى التزامه باستخدام القطرات بشكل منتظم.
• تطور المرض رغم العلاجات السابقة، في حال فشل الليزر أو تطورت الحالة، تكون الجراحة هي الخيار الأنسب.

يبقى الهدف النهائي في كلا الخيارين هو خفض ضغط العين بشكل مستمر والحفاظ على صحة العصب البصري لتجنّب فقدان البصر.

وفي الختام، تُعد عملية المياه الزرقاء، سواء كانت بالليزر أو الجراحة، خطوة علاجية محورية في السيطرة على ارتفاع ضغط العين وحماية العصب البصري من التلف التدريجي.

إذا كنت تعاني من ارتفاع في ضغط العين وتبحث عن استشارة متخصصة أو تقييم دقيق لحالتك، لا تتردد في التواصل مع مستشفى نور الحياة للعيون التي تضم نخبة من أطباء العيون ذوي الخبرة في علاج المياه الزرقاء باستخدام أحدث التقنيات، سواء بالليزر أو من خلال التدخل الجراحي الآمن. احجز موعدك اليوم وابدأ خطواتك نحو الحفاظ على بصرك بأمان.