لا أحد ينكر متعة التخلص من النظارات الطبية إلى الأبد، وهذا ما يجعل عملية الليزك خيارًا شائعًا لمن يعانون قصرًا أو طولًا في النظر، ووسط ذلك الحماس لإجراء الجراحة، قد يتردد البعض من اتخاذ القرار؛ خوفًا من أضرارها!
والسؤال هنا “هل أضرار عملية الليزك مجرد اعتقادات شائعة أم احتمالات واقعية قد تُصيب المرضى؟” نُجيب خلال مقالنا التالي عن هذا السؤال لنُصحح بعض المفاهيم المغلوطة حول تلك العملية.
أضرار عملية الليزك.. هل حقًا الجراحة لها أضرار؟
من الضروري أن نميّز بين الأعراض الجانبية المؤقتة والمخاطر التي قد يحسبها البعض أضرارًا، ففي الحقيقة لا تُلحق هذه الجراحة الضرر بالمرضى، بل تُسهم في تحسين رؤيتهم وتساعدهم على التخلص من النظارات الطبية والعدسات اللاصقة.
ومن أبرز المخاطر التي قد يدرجها البعض خطئًا ضمن أضرار عملية الليزك ما يلي:
- تدهور جودة الرؤية الليلية: ظهور هالات ضوئية أو وهج مزعج حول الأضواء في أثناء الليل.
- الإصابة بجفاف العين المزمن: بعض المرضى يعانون نقصًا في إفراز الدموع لفترات طويلة، ما يسبّب تهيجًا مستمرًّا.
- انخفاض حدة الإبصار: في بعض الحالات، لا يتحقّق التصحيح الكامل للنظر، وقد تبقى هناك حاجة لارتداء النظارات الطبية.
- اضطرابات في التئام القرنية: قد يؤدي ضعف التئام الجُرح إلى تعكّر الرؤية أو تغير دائم في شكل القرنية.
أمّا عن الأعراض الجانبية لعملية الليزك، فهي تزول مع مرور الوقت تلقائيًا، وتشمل جفاف العين وضبابية الرؤية والوهج حول الأضواء في الفترة الأولى بعد العملية، وقد تُصنف تلك الأعراض كمخاطر في حالة استمرارها لمدة أطول من 6 أشهر دونَ تحسن ملحوظ.
هل عملية الليزك خطيرة؟
إلى جانب السؤال عن: هل عملية الليزك مؤلمة؟، يُطرح سؤال أخر أهم عن مدى خطورتها؛ خوفًا من تأثيرها في صحة العين.
وفي الحقيقة، لا تُصنف عملية الليزك لتصحيح النظر ضمن الجراحات الخطيرة، فهي تُعد من الجراحات الشائعة والآمنة للغاية في طب العيون، وتتجاوز نسبة نجاحها 95%.
العوامل التي تزيد من نسبة حدوث مخاطر عملية الليزك
تتعدّد العوامل التي تُحدّد مدى احتمالية ظهور مخاطر عملية الليزك، منها:
- سُمك القرنية: القرنية الرقيقة تتعرّض لمخاطر أكبر.
- الاستقرار البصري: تغيّر القياسات البصرية في الأشهر السابقة قد يُنذر بانخفاض نسبة نجاح العملية على المدى البعيد.
- خبرة الجراح: الأخطاء الفنية حتى وإن كانت بسيطة قد تؤدّي إلى نتائج غير مرضية.
- أجهزة الليزر المستخدمة: جودة المعدات تلعب دورًا حاسمًا في دقة الإجراء وأمانه.
- أمراض العيون الأخرى: مثل القرنية المخروطية والالتهابات المزمنة قد تزيد من احتمالية حدوث مخاطر الجراحة.
أهم النصائح لتجنب مخاطر عملية الليزك
هناك مجموعة من التوصيات المهمة التي يجب الانتباه إليها لتجنب مخاطر عملية الليزك، وهي تشمل:
- إجراء فحوصات دقيقة قبل العملية لتقييم مدى ملاءمتها لحالة العين.
- اختيار مركز موثوق يضم طاقم طبي متمرّس.
- عدم التسرّع وإعطاء الجسم الوقت الكافي للشفاء، مع الالتزام بالتعليمات الطبية الموجهة.
- تجنّب فرك العينين في الأسابيع الأولى، لأن ذلك قد يؤثر في التئام القرنية.
- التأكّد من استقرار النظر قبل العملية، وعدم إجرائها إذا كانت هناك تغيّرات هرمونية تحدث خلال فترة الحمل أو المراهقة.
هل يمكن علاج مخاطر الجراحة إذا ظهرت؟
بعض المخاطر يمكن تصحيحها بجراحة تكميلية، لكن عدد منها قد يكون دائم مثل الندوب التي يصعب علاجها.
هل كل الأشخاص معرضون لمخاطر عملية الليزك؟
لا، فالمرضى الذين يعانون أمراضًا مناعية أو لديهم قرنية رقيقة أو غير منتظمة الشكل، يكونون أكثر عرضة لمخاطر العملية عن غيرهم.
الخلاصة…
قد يطلق البعض “أضرار عملية الليزك” على المخاطر التي تُسببها، وهذا غير صحيح، فجراحات العيون عامةً لا ينجم عنها أضرارًا، ولكن تظهر بعض المخاطر لدى المرضى ويُمكن تجنبها بسهولة عبر اتباع النصائح المذكورة أعلاه بعناية واختيار طبيب ماهر في هذا المجال.