إن أكثر الأسئلة المؤرقة لأصحاب النظارات المترددين في الخضوع لعملية الليزك لتصحيح النظر هي: “هل سأشعر بالألم في أثناء العملية أو بعدها؟”
يؤخر هذا السؤال الكثيرين عن اتخاذ قرار التحرر من النظارات الطبية وإجراء العملية، لذلك نقدم لكم هذا المقال لنوضح هل عملية الليزك مؤلمة فعلًا أم لا.
هل عملية الليزك مؤلمة؟ كيف يحمي الطبيب المريض من الألم خلال العملية؟
لا تٌعد عملية الليزك مؤلمة في أثناء الخضوع لها، إذ يستخدم الطبيب قطرات مخدرة موضعية على العين قبل بدء الجراحة، وتعمل هذه القطرات على تخدير سطح العين بالكامل، مما يجعل المريض لا يشعر بأي ألم في أثناء العملية، التي تستغرق عادةً أقل من 15 دقيقة لكل عين.
قد يشعر البعض بضغط خفيف أو انزعاج طفيف عند فتح قرنية العين بالليزر لكنه شعور أقل من الألم، وهذا ما يصفه المرضى تحت عنوان “تجربتي مع عملية الليزك”.
هل عملية الليزك مؤلمة بعد انتهائها؟
بعد انتهاء عملية الليزك، قد يشعر المريض ببعض الأعراض المزعجة، لكنها مؤقتة وليست من النوع المؤلم بشدة، وغالبًا ما تشمل هذه الأعراض:
- الحرقة في العين أو وخز خفيف أو شعور بوجود جسم غريب في العين مثل رمش أو ذرة غبار داخل العين.
- زيادة في الدموع أو على العكس جفافًا مؤقتًا في العين، وهو ما قد يسبب انزعاجًا لكنه لا يُعد ألمًا حادًا.
الألم في الساعات الأولى بعد العملية
في أول 4 إلى 6 ساعات بعد العملية، تكون الأعراض السابق ذكرها عالية الشدة، وقد يوصي الطبيب بأخذ قسط من الراحة وإغلاق العينين قدر الإمكان خلال تلك الفترة لتجنب الشعور بالألم.
ويفضل كثير من المرضى النوم بعد العملية مباشرةً لتجاوز هذه الساعات غير المريحة، وبعد مرور اليوم الأول تتلاشى الأعراض تدريجيًا، ويشعر معظم المرضى بتحسن كبير في اليوم التالي للجراحة.
كيف نسيطر على الألم بعد الجراحة؟
بعد الجراحة، يوصي الطبيب بنظام علاجي يساعد في تخفيف الألم يتضمن:
استخدام قطرات مرطبة وقطرات مضادة للالتهاب والمضادات الحيوية، وهي تساعد على تسريع الشفاء وتخفيف أي شعور بالانزعاج، وتجنب بعض الممنوعات بعد عملية الليزك.
تناول مسكنات الألم البسيطة، مثل الباراسيتامول إذا شعر المريض بحاجة لذلك، ونادرًا ما تستمر الأعراض المزعجة لأكثر من يومين، وإذا حدث ذلك، فيُنصح بمراجعة الطبيب للاطمئنان.
متى يكون الألم بعد الجراحة خطيرًا؟
رغم أن الشعور ببعض الانزعاج بعد عملية الليزك يُعد أمرًا طبيعيًا ومؤقتًا، فإن استمرار الألم بنفس الحدة أو عودته بعد أيام أو أسابيع من الجراحة قد يشير إلى وجود مضاعفات تستدعي التدخل الطبي، إذ يُعد الألم المستمر أو المتزايد علامة تحذيرية، خاصةً عندما يكون مصحوبًا بأعراض أخرى، مثل:
- تشوش شديد في الرؤية لا يتحسن.
- احمرار واضح ومستمر.
- إفرازات غير طبيعية من العين.
- حساسية شديدة تجاه الضوء.
ومن أخطر السيناريوهات التي يمكن أن يُشير إليها الألم هي العدوى داخل العين -مثل التهاب القرنية-، والتي تبدأ بألم حارق وحساسية للضوء، وتزداد تدريجيًا خلال اليوم أو اليومين التاليين للجراحة.
كذلك في حالات نادرة، قد يظهر ألم عصبي مزمن ناجم عن تهيّج أو تلف في أعصاب القرنية، وهو نوع من الألم يوصف بأنه حارق أو نابض، ويستمر لفترة طويلة بعد التئام الجرح السطحي.
وما الحل الأمثل في تلك الحالات؟
رغم أن هذه الحالات شديدة الندرة، فإذا شعر المريض بألم لا يستجيب للقطرات والمسكنات الموصوفة له، أو استمر لأكثر من 48 ساعة دون تحسن، أو ترافق مع تدهور في الرؤية أو أعراض التهاب، فإن مراجعة طبيب العيون فورًا أمر بالغ الأهمية، لتفادي المضاعفات التي قد تؤثر على صحة العين أو حدة الإبصار.
بشكل عام، الألم بعد الليزك ليس ألمًا حادًا، والآلام الناتجة عن مضاعفات ما بعد العملية نادرة للغاية ويمكن تفاديها، لكن الشعور المصاحب للعملية يمكن وصفه بأنه مجموعة من الأحاسيس المؤقتة المزعجة التي يمكن التحكم فيها بسهولة وتزول تدريجيًا خلال وقت قصير.